رسالة إلى سمو الأمير وليد بن طلال! // هادي زاهر ـ عسفيا (الكرمل)

לכידה

 

جاء في الأخبار بان الأمير سيزور إسرائيل، وقد دعا العرب أن يوقفوا “عداءهم السخيف” لليهود، وقال بان الملك أوعز له بفتح حوار مع المجتمع اليهودي وبناء علاقة ودية مع المجتمع الإسرائيلي.

لن نذهب مع الشعارات التي يطرحها البعض عن العمالة، ولن نسير مع نظرية المؤامرة فقد مللنا العزف على هذه الأوتار، ولكننا نريد هنا أن نناقش الأمير بشكل عيني، سموُّ دعا العرب إلى وقف عدائهم لليهود واصفا ذلك بالسخف ونحن معه، إن العداء لليهود كيهود أمر غير صحيح، فالشعب اليهودي ككل شعوب فيه المليح وفيه القبيح، ولكن زيارته تأتي لإسرائيل في محاولة لبناء علاقة ودية كما أوعز الملك، وهنا سيسمع معسول الكلام عن الأخوّة والسلام ولكننا نسأل:

ألم تطلق السعودية مبادرة سلام؟ ماذا كان رد فعل حكومة إسرائيل على هذه المبادرة.. هل تجاوبت مع الود الذي أوعز به الملك، أم أنها ركلتها كغيرها من المبادرات التي جاءت من كل حدب وصوب، لقد ركلتها لان في صميم الفكر الصهيوني نسف كل تقارب وقد أوصى المنظرون الأوائل للحركة الصهيونية بذلك وها هو هرتسل: يقول “

إذا لم يتواجد عدو للشعب اليهودي فمن المفروض خلق هذا العدو لان من شأن السلام أن يفتت الشعب اليهودي”

وهذا الاعتقاد يجاهرون به، لا بل يعربون عن أطماعهم في الأوطان العربية وها هو يتسحاق شامير رئيس حكومة سابق يقول:

“إن الجيل الحاضر تكفيه الحدود الحالية والجيل القادم بحاجة إلى حدود أخرى”.

والمعنى واضح وبالعربي الفصيح، لا نريد إحقاق الحق الذي اقره المجتمع الدولي وهو إقامة دولة فلسطينية وإنما احتلال مناطق عربية أخرى ولهذا السبب دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تقر لنفسها دستورًا.

ما رأيك يا سمو الأمير؟

كيف يمكن بناء علاقة ودية مع هذا الغول الذي يريد أن يأكل الأخضر واليابس.

والحديث يطول، وسموك تريد أن تصلي في المسجد الأقصى ولكن هل تعلم بان إسرائيل عندما احتلت القدس نسفت 350 بيتًا في حي المغاربة لإقامة باحة أمام السور الغربي الذي أدعت بأنه السور المتبقي من “هيكل سليمان”، هذا علما بأنهم بحشوا تحت المسجد ولم يجدوا أي آثار للهيكل المزعوم وقد قال كبير علماء الآثار في إسرائيل البروفيسور يسرائيل لفكنشتاين:

“بحشنا شرقا وغربا شمالا وجنوبا وإلى العمق ولم نجد أي آثار لوجود الهيكل”.

والحديث يطول وهل تعلم بأن إسرائيل عندما طردت الشعب الفلسطيني حولت الكثير من الكنائس والمساجد إلى نواد ليلية ومنها ما تحول إلى بيوت دعارة، ونحن هنا لا نبالغ تفضل بزيارة ميدانية ولا تتقيد بالبرنامج الذي سيعدونه لك، لأنه سيتم ترتيب زيارة لك إلى مؤسسة “ياد وشيم” كي ترى ما حل بالشعب اليهودي في الحرب العالمية الثانية وستخرج من هناك مشفقًا، ونحن إذ نستنكر كل عمليات الإجرام بحق الإنسانية، نسأل ما ذنب شعبنا الفلسطيني كي يباد؟! كما حدث في الحرب الأخيرة على غزة 2300 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء. لقد نُسفت هناك المستشفيات والمدارس والمساجد على المتواجدين فيها وقد أبيدت 92 عائلة عن بكرة أبيها، استعملت إسرائيل الأسلحة المحرمة دوليًا الأمر الذي نشر الأمراض هناك، ولا نريد الحديث عن الحواجز وقلع الأشجار وحرق المحاصيل وتجريف الأراضي وبناء المستوطنات.

لقد حولت إسرائيل الحرب إلى حرب دينية وقد أقرت المنظمات الدولية بان إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وهناك من جنرالاتها من لا يجرؤ على السفر إلى الخارج خوفًا من الاعتقال، فلماذا كلما تأزمت أوضاع إسرائيل وبدأ الضغط الدولي، يأتي الفرج العربي؟!!! استطيع أن استرسل في سرد الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الإنسانية ولكني أعتقد بان ما سجلته يكفي، ولكن بودي أن أعرفك على نفسي فانا من طائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، وليس سرًا بان شريحة من طائفتي هنا خدمت في جيشها، وماذا كانت النتيجة؟

لقد اضطهدتنا الحكومات الإسرائيلية أكثر مما اضطهدت الطوائف الأخرى من أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل، صادرت 85 % من أراضينا، كما أنها لم تحرر مستحقاتنا الضريبية بالنسبة التي حررته للطوائف الأخرى من أبناء شعبنا، ما أريد أن أقوله هو أنه كلما تماهينا مع هذه السلطات أكثر زادت في اضطهادها لنا، من هنا أقول لك انه لا جدوى من محاولات ثنيها وستكون محاولتك مضيعة للوقت في حين بأنها ستكون المستفيدة الوحيد من هذه الزيارة، ستجند زيارتك ضمن عملية التطبيع التي تلهث إليها كي تستثمر في العالم العربي، وهنا أعترف بالخطأ أنها تريد السلام، سلام الفرس والفارس.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .