تَمُر كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بازمة عابرة أم مُزمنة؟

1
كتبها: سهيل مخول – البقيعة
عدد المسيحين في الشرق الاوسط وفي الديار المقدسة قليل نسبياً، هناك من يعتبرهم  كالخميرة في العجين وكالملح في الطعام، قال سيدنا يسوع المسيح للتلاميذ   “أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يُملّح؟! لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس” (مت5: 13) ، نحن مسيحيي الشرق وأخص بالذكر العرب المسيحيين ، وأشدد على أتباع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، هذه الكنيسة عربية في منبعها ومستقلة في إدارتها، ومرتبطة برباط وثيق مع الفاتيكان.
 تمتاز هذه الكنيسة التي  استقلت عن الكنيسة الارثذوكسية بأنها منذ أول عهدها ، تتبع في طقوسها الدينية اللغة العربية. ينتشر الروم الملكيين الكاثوليك حاليًا في جميع أنحاء العالم بسبب الهجرة

يُقدَر عدد أتباع هذه الكنيسة في جميع أقطار العالم بنحو 1.6 مليون نسمة

نحن أبناء هذه الكنيسة في هذا الشرق الدامي، يجب أن نحافظ على وحدتنا ، بتقوية إيماننا وبتوحيد
كلمتنا والتمسك بكرامتنا، من رأس الهرم الكنسي حتى القاعدة
  توحيد كلمتنا والحفاظ على كرامتنا  وتعميق ايماننا والتعامل بموجبه ، يرتكز على ثلاثة مصادر أساسية، المصدر الأول الايمان الحقيقي المبني على المحبة  عند جميع أتباع هذه الكنيسة، أما المصدر الثاني فهو مستمد من تعاملنا مع بعضنا ومع باقي الطوائف، يجب أن تكون ركيزته التعامل بانسانية وقبول الآخر كما هو بدون تفضيل، لأن الدين معاملة
 أما  المصدر الثالث فهو متعلق بالقيادات الدينية ( الاكليروس) ، ومن المفروض أن تتعامل هذه القيادات الروحية، مع بعضها ومع رعاياها، بالإنسانية النابعة من  الايمان والمحبة والتسامح الشفافية وهي من ركائز الدين المسيحي وتعاليم سيدنا يسوع المسيح حيث قال  ” وأما أنا فأقول لكم أَحِبُّوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغِضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم ويطردونكم. لكي تكونوا أبناءَ أبيكم الذي في السماوات. فإنه يشرق شمسهُ على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين. لأنهُ إن أحببتم الذين يحبونكم فأيُّ أجرٍ لكم.” (متى 5)
هناك كهنة  يعملون عكس ذلك فهم لا يشتركون  مع اخوتهم الكهنة في القداس الالاهي ، لسبب خلافات معينة فيما بينهم ، ومنهم لا يشترك مع المطران  ويقاطعون الاجتماعات ويتصرفون وكأن الأبرشية بدون راعي وكأن الانجيل المقدس لا يخصهم
وهناك مطارنة تتعامل  مع رعاياها ومع  الابرشية  وادارة أمولها بتكتم وبسرية ، وكأنها ملكهم الخاص، وهذا يثير الشكوك  لدى والاستفسارات والحيرة ونتيجة لذلك ابتعد قسم من المؤمنين عن
كنيستهم الأم
وهناك مطارنة تقاطع السينودس وتطالب باستقالة البطريرك – لماذا تحاك حوله الاتهامات؟ قد تكون صحيحة أو غير صحية، تكفي إثارتها لزعزعة ثقة المؤمنين بالقيادة الروحية
قد يكون هذا أحد الأسباب بأن قسم من أبناء الرعية قد غادر كنيستنا والتحق بكنائس أخرى أي أنهم باقون في المسحيية ويعترفون بكنيسة واحدة . أطرح السؤال لماذا يتركون كنيسة الأم ويلتحقون بكنائس جديدة؟ أين المشكلة في الرعية أم في الراعي!؟
من المفروض أن يكون الاكليروس قدوة للرعية، يعمل  حسب تعاليم الدين المسيح نعتبرهم، كالرسل  فإذا أحاطوا أنفسهم بالشكوك وتصرفوا كعامة الشعب ويتعاملون مع الدين بالكلام وليس بالعمل يمكننا أن نقول عنهم  ” اسمعوا كلامهم ولا تفعلوا أفعالهم ”  وقد سمعتها شخصياً من أحد المطارنة في حديث عن كهنة في أبرشيته
 من المفروض أن تكون الرئاسة الروحية ، ملح الأرض “إذا فسد الملح فبماذا يُملح؟!  لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس” (مت5: 13).   وهذا ينطبق على مثل هؤلاء الكهنة والمطارنة ومن يقف في قمة الهرم
كان  المهاتما غاندي يستشهد  بأقوال المسيح ، وذات يوم، سأل أحد الأشخاص غاندي قائلا: إن كنت تحب المسيح بهذا المقدار، فلمَ لا تصبح مسيحيا ؟  “أجابه غاندي عندما أعرف مسيحيا يتبع المسيح، فسأفعل أنا كذلك”  هل بالفعل لا يوجد مسيحي يتبع أقوال المسيح!؟ أعتبر ما قاله المهاتما غاندي عبارة عن تحدّي ومسؤولية أمام كل مؤمن ومؤمنة بالرب يسوع المسيح وبشكل خاص أمام الاكليروس
نُشر في الصحف وفي المواقع الالكترونية اللبنانية  تحت عناوين عديدة  وكان أشدها نقداً ما نشر
في صحيفة الأخبار اللبنانية تحت عنوان ” لحّام «ينشر الغسيل»: أنا باقٍ”  مقال كتبه الصحفي غسان سعود  جاء في مقاله الكثير من الاتهامات، أقتطف أقلها شدة   ” لكل مطران، تقريباً، في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك ملف دسم، وأدسمها، طبعاً، ملف البطريرك غريغوريوس الثالث لحام. كنيسة الفاتيكان الأولى في الشرق تتخبط في مشاكل إدارية وتحيط بها الفضائح من مختلف الجهات.”  وفي سياق نفس المقال، يكتب بأن البيان الصادر عن البطررك لحام يوضح بأنه عجز عن تأمين النصاب القانوني لعقد السينودس الذي كان مقرراً أن يُعقد هذا الشهر.  وجاء في بيان البطريرك لحام ، الذي نشر في صفحة وزارة الإعلام اللبنانية ما يلي  ” لقد دعينا إلى عقد السينودس السنوي لكنيسة الروم الكاثوليك، حسب الأصول بين 20 و25 حزيران 2016. ونما إلى مسامعنا أن هناك قرارا من بعض السادة المطارنة لمقاطعة السينودس. وعلى الأثر، وفي رسالة بتاريخ 12 أيار 2016″  وفي نفس السياق جاء حرفياً ما يلي ” إننا نعتبر أن مقاطعة بعض المطارنة أعمال السينودس هو عصيان كنسي صريح تجاه سلطة البطريرك وتجاه المجمع للكنائس الشرقية (روما) وتجاه القانون الكنسي الصريح. ”   وجاء في صحيفة النهار البيروتية بأن السينودس لم يعقد لمقاطعة قسم من المطارنة، ونتيجة لذلك لم يتوفر النصاب القانوني وكتب في نفس الموقع  على لسان البطريرك لحام ما يلي ” وعلى هذا الأساس أعلنّا تعليق جلسات السينودس، وصار نقاش حول هذا الوضع المأساوي، ثم رُفعت الجلسة بعد أن توافق الرأي حول السعي إلى تعيين تاريخ آخر لانعقاد السينودس، وعلى الأغلب في تشرين الأول القادم.”
هناك الكثير من الأسئلة يجب أن تؤخذ بعين الحسبان عند إنعقاد السنودوس القادم وهي : لماذا البطريرك يجب أن يسمر حتى نهاية حياته؟
لماذا  لا يأخذون عبرة وقدوة من البابا بندكتوس الذي إستقال ليفسح المجال لغيرة؟
لماذا لا يتبعون النظام الموجود في الكنيسة الكاثوليكية اللآتينية  أي الإستقالة عند  بلوغ البطريرك  سن (75 عاماً)؟
لماذا لا يشركون العلمانين فعلياً في إدارة شؤون الكنيسة ؟
لماذا لا يبادرون  لسن قوانين جديدة  وتغير ما أكل الدهر عليه وشرب؟
هذا التغير ضروري  من أجل نهضة الكنيسة وخروجها من الأزمة الحالية
لماذا يطالب غالبية المطارنة استقالة البطرك لحام؟
هل تمر كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بازمة عابرة أم مُزمنة أعتقد بأن الموضوع بحاجة لدراسة معمقة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .