تفاصيل جديدة ..هكذا زرع الموساد كوهين في القيادة السورية

1
القدس المحتلة– الوسط اليوم: كشف موقع «واللا» العبري معطيات جديدة عن الجاسوس الاسرائيلي إيلي كوهين في سوريا، خلال فترة الستينيات، أكد فيها تلقيه مساعدة من «سي. آي. إيه.» للدخول الى الاراضي السورية والقيام بمهمته التجسسية. وأضاف الموقع، استناداً إلى وثائق وصلت في الفترة الاخيرة الى شقيق كوهين، مع مرور 50 سنة على إعدامه، أن كوهين تلقى أوامر من مشغليه في الموساد بالاتصال بعميل الاستخبارات الاميركية الذي سيمهّد له الطريق للدخول الى سوريا.   وأضاف الموقع أن الجاسوس الاسرائيلي، الذي أقام شبكة علاقات واسعة مع القيادة السورية طوال الفترة التي كان يؤدي فيها مهمته الجاسوسية في سوريا، أبحر من إيطاليا الى بيروت، في كانون الثاني 1962، حيث التقى هناك بعميل «سي آي إيه»، «مجدي شيخ الارض» الذي اتضح أن زوجته الاولى كانت يهودية، وفي فترة الحرب العالمية الثانية كان له دور في عملية تهريب اليهود من ألمانيا. وكان كوهين الذي مكث في سوريا من عام 1962 الى عام 1965 أقام لفترة زمنية في أحد فنادق بيروت، حيث زاره عميل «سي آي إيه». وبحسب الوثائق التي سمح بنشرها، واستناداً الى اقتباسات من الصحافة السورية في ستينيات القرن الماضي، سلمها الموساد لشقيق كوهين، قبل حوالى شهرين، تمت بلورة صورة مختلفة قليلاً عمّا كان سائداً، إذ تؤكد الوثائق أن اللقاء بين كوهين وعميل الاستخبارات الاميركية وعبور الحدود لم يكونا بالصدفة بل كان مخططاً لهما. وأضاف الموقع أن إيلي كوهين اعترف بأنه تلقى تعليمات من مشغليه باللقاء برجل الاستخبارات الاميركية الذي كانت مهمته إدخاله الى سوريا. أما عن كيفية دخولهما الاراضي السورية، يضيف موقع «واللا»، فإن رجل الاستخبارات الاميركية أجرى اتصالاً برجل أمن سوري قام بتسهيل عملية الدخول عبر رشوة تلقاها. ونتيجة ذلك، تمكّنا من إدخال تجهيزات التجسّس التي كانت تسمح بنقل المعلومات من سوريا الى إسرائيل عبر السيارة التي أقّلتهما. ويضيف التقرير أن رجل الامن السوري وصل قبلهما الى نقطة الحدود بين لبنان وسوريا، وفاجأهم بترتيب عملية الدخول، وعبرت السيارة من دون تفتيش الى الاراضي السورية، حيث استأجر كوهين منزلاً مقابل مقر هيئة الاركان السورية. ويضيف التقرير أنه بعد وصولهما الى دمشق توجه رجل «سي آي إيه» الى مزرعته، وفي الليلة ذاتها توجه كوهين الى المزرعة وشارك في حفلة بحضور السفير الكويتي وسفير الأردن في سوريا، ومسؤولين سوريين. ويوضح التقرير أن كوهين استطاع خلال الستينيات توطيد علاقاته مع القيادة السورية والجيش السوري. وبالرغم من أن الجولان كان في ذلك الوقت منطقة عسكرية مغلقة، سُمح لكوهين بالدخول اليها بمصادقة رئيس أركان الجيش السوري آنذاك. وبفضل العلاقات التي نسجها مع كبار المسؤولين السوريين، نجح في الدخول اليها لثلاث مرات على الاقل، برفقة عدد من كبار الضباط السوريين. وعندما عاد الى منزله في دمشق، كان يرسل الى الموساد معلومات عن مواقع الجيش السوري، والمناطق المزروعة بالألغام، ومرابض الدبابات وانتشار القوات. ولفت التقرير الى أن أغلب المعلومات التي نقلها كوهين الى سوريا بقيت إلى حد الآن سرية، إلا أنه ينقل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الحين، ليفي أشكول، قوله بعد حرب حزيران 1967: «لولا المعلومات التي وفّرها كوهين لاضطر الجيش الى تجنيد عدد أكبر من الالوية للقتال في هضبة الجولان». وعلى مدى ثلاث سنوات كان كوهين يرسل رسائل مشفرة الى أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بشكل يومي. وتضمنت تلك الرسائل معلومات سياسية وعسكرية حساسة، وتقارير عن مراكز القوى، وتعيينات وعلاقات داخلية حزبية، وحركة الطيران، والخطط، والصفقات، والتعاون مع الاتحاد السوفياتي، وأيضاً عن التحصينات وانتشار القوات في سوريا، بشكل عام، وفي الجولان بشكل خاص. ولفت التقرير الى أنه في تلك الايام كان التوتر الاساسي بين إسرائيل وسوريا، على خلفية الخشية من نيات سورية بتحويل مسار نهر الاردن، وبالتالي التسبب بأزمة مياه كبرى في إسرائيل. وفي إحدى الحفلات، أقام كوهين علاقة وطيدة مع مقاول المشاريع العامة، ومهندس مشروع تحويل مسار نهر الاردن. ويضيف التقرير أنه بناءً على المعلومات التي استقاها منه ونقلها الى الاستخبارات الاسرائيلية، قصف الجيش الاسرائيلي المنشآت بالدبابات والطائرات ودمرها بشكل لا يسمح بترميمها. ونقل كوهين أيضاً معلومات عن خطط سوريا لتخريب المشروع القطري لنقل المياه الذي تم استكمال بنائه في حزيران 1964.   تعلم الدين الإسلامي واللكنة السورية   ولد كوهين في الاسكندرية في كانون الاول 1924، لعائلة يهودية هاجرت من حلب الى مصر. وهاجرت عائلته الى فلسطين مع قيام دولة إسرائيل، لكنه بقي في مصر للعمل من أجل الحركة الصهيونية في ذلك الحين، كما ينص التقرير. وفي سنوات الخمسينيات ارتبط اسمه بعمليات للاستخبارات الاسرائيلية في مصر. ولكن بعد أن تم اعتقاله بتهمة التورط في تلك العمليات، تم إطلاق سراحه بسبب عدم كفاية الادلة. أما مسؤولا الخلية اليهودية في القاهرة التي عملت لمصلحة الاستخبارات الاسرائيلية فقد تم إعدامهما في عام 1955، وهما الدكتور موشيه مرزوق، وسامي عزار. في عام 1957 هاجر كوهين إلى إسرائيل، وفور وصوله أعرب عن استعداده لتنفيذ مهمات في الدول العربية. عمل في البداية في الترجمة من العربية، وفي عام 1960 جنّد لوحدة المهمات الخاصة «كيساريا». وخضع كوهين لدورة تدريب مكثفة شملت أيضاً تعلم الدين الإسلامي واللكنة السورية. وفي عام 1961 أرسل إلى الأرجنتين بجواز سفر فرنسي، وهناك تقمّص شخصيته الجديدة: كامل أمين ثابت، رجل أعمال مهاجر من سوريا، ويسعى للعودة إلى وطنه. وهناك تغلغل في الجالية السورية، ووطّد علاقات صداقة مع أشخاص لديهم صلات بمسؤولين حكوميين. ويؤكد التقرير أن كوهين كان يواظب على زيارة إسرائيل كل ستة أشهر، وكان يقضي شهراً في منزله، وقبل زيارته الأخيرة لإسرائيل وجّه كوهين رسالة تضمنت إشارة ضيق. وحينما وصل الى إسرائيل كان متوتراً وعصبياً وتبدو عليه علامات الضيق. ومع عودته إلى دمشق اكتشف أن الاستخبارات السورية فتشت منزله خلال غيابه، وفي عام 1965 دهمت قوة عسكرية منزله واعتقلته متلبّساً خلال إرسال رسالة إلى الاستخبارات الإسرائيلية. وفي بداية شهر أيار حكم عليه بالإعدام، ونفذ في 18 من الشهر نفسه في ساحة المرجة بدمشق. ويوضح التقرير أن إشارة الضيق التي وجهها كوهين قبل زيارته كانت نتيجة القبض على ضباط سوريين وإعدامهم بتهمة التخابر مع «سي آي إيه»، وكان لكوهين صلة بهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .