المربي ابو وائل محمد نبواني سيرة ومناقب بقلم- مالك صلالحه – بيت جن

 

1

لقد جاء في مقالة تحت عنوان المثقف على الانترنيت ان” على الإنسان أن يزيد من معلوماته وثقافته في هذه الحياة فلا يقتصرها على نوع من العلوم والآداب بل يحاول أن يثقف بشتى العلوم والمعارف وان يفيد بها الإنسان وتكون لصالح البشرية والمصلحة العامة وان يتحلى الإنسان بالأخلاق الفاضلة النبيلة كالشرف والأمانة والصدق والوفاء وان يكون صاحب ضمير حي وان يدرك ما يجري حوله فالمثقف هو المثل العالي للإنسان وعلينا أن نسعى لنكونه.

“انّ المثقّف الذي يفهم معنى الثقافة والمعرفة ، يجب أن تشكِّل الثقافة الأخلاقية أهم عناصر ثقافته .. ومَن لم يكتمل الجانب الأخلاقي في شخصيته ، فليس هو إنسان مكتمل الثقافة ، بل لا نسمِّيه إنساناً مثقّفاً بالمعنى الحقيقي ; ذلك لأنّ إنسانية الانسان تتمثّل بأخلاقيّته ، وهي دليل معرفته ، وتكامل شخصيّته ; لذلك تجد البيان النبويّ يؤكِّد هذا المبدأ بقوله الكريم :
«إنّما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق» .
و «أكمل المؤمنين إيماناً ، أحسنهم خُلُقاً» .
إنّ المثقّف إنسان متواضع يحترم الآخرين ، ويعرف قيمة ثقافته ، ويتعامل مع الناس على قدر مستوياتهم الفكرية والثقافية “

ونحن اليوم امام انسان مثقف ومتعلم سليل بيت عريق اعتز باخوتهم وصداقتهم كما كان المرحوم والدي ابو مالك يعتز بها حيث ربطته ووالدهم المرحوم ابو محمد احمد نبواني وال نبواني علاقة اخوية و وصداقة حميمة لا يستطيع الدهر ان يفصم عراها.. والاستاذ المربي  ابو وائل  له ايادي بيضاء على تربية وتعليم اجيال من المثقفين والمتعلمين ممن يشغلون اعلى المناصب والوظائف من محاضرين في الجامعات والكليات الى اطباء ومحامين وقضاة  ومدراء مدارس ومعلمين ووظائف اخرى كثيرة في مجالات متعددة

انه المربي الفاضل ابو وائل محمد نبواني الذي كان من الشباب الطلائعين والمتعلمين والمثقفين من ابناء الطائفة التوحيدية حيث  بدا حياته كمدرس في مدرسة كفر ياسيف ثم ليصل ولينتقل الى بلده جولس ليعمل نائبا لمدير المرحلة الابتدائية لينتقل بعدها  الى منصب مدير المرحلة الاعدادية في مدرسة الاخوة الشاملة يركا ولم يثنيه منصبه وعمله عن اتمام دراسته الجامعية ليحصل على اللقب الجامعي الاول  في قسم الادارة والتفتيش في التربية واللغة العربية وبقي يعمل مدة اربعة عقود الى ان خرج للتقاعد حيث يعمل حاليا محاضرا في بيت التراث الدرزي المتواجد في بيت عمه المرحوم ابو صالح زيدان نبواني (الذي يشرف على ادارته اخي وصديقي الوفي سعيد احمد نبواني ) الى جانب عمله كعضو على اصدار مجلة الكوثر  النصف سنوية التراثية والتربوية والاجتماعية والعلمية

وها هو اليوم وبعد ان انظم الى صفوف رجال الدين  يطالعنا يطالعنا بباكورة انتاجه الادبي بكتاب يحمل في طياته سير وكرامات مشايخ من الموحدين تحت عنوان (سيرة ومناقب كوكبة من مشايخ الموحدين) ممن يشكلون قدوة ونموذجا يحتذى به في حسن السلوك والواجب والتواضع والمعرفة لكي يقرب قلوب النشء الجديد الى سلوك مناهج السلف الصالح  لئلا ينجرفوا وراء مغريات

 

 

وماديات العصر الزائفة والزائلة بل توجيههم الى السراط المستقيم ليكونوا عماد هذا المجتمع ويعملوا على تقدمه وبناء حضارته كي يبقى لنا مكانا تحت الشمس

وقد جاء الكتاب بحلة رائعة وبغلاف سميك وطباعة انيقة و420 صفحة

قدم لها رئيس الروحي للطائفة الشيخ ابو حسن موفق طريف جاء فيها : ” في خضم هذه التقلبات غير العادية ظهرت مع الوقت شخصيات توحيدية من الاعيان الصالحين والاصفياء البررة الذين امسوا مع الايام قدوة للاجيال الصاعدة ومثالا للابناء التوحيد وغيرهم , وقد افنى هؤلاء المشايخ الصالحون حياتهم في عبادة الخالق جل وعلا , مبتعدين عن مباهج الدنيا ومغرياتها, … قانعين باليسير لمرضاة رب العالمين … ومن المعلوم انه قام بعض الكتاب والمؤرخين من ابناء الطائفة المعروفية التوحيدية مشكورين سابقا , بتدوين تاريخ هذه الشخصيات البارزة.. ونحن نبارك كل مبادرة , وكل محاولة وكل مساهمة في تسليط الضوء على شخصية او شخصيات قامت بدور هام بتاريخ الطائفة المعروفية… ومن هذا المنطلق نشد على يدي الاستاذ ابي وائل مخمد نبواني …وبمبادرته الى تاليف هذا الكتاب “

لقد سرد فيه سيرة نخبة من المشايخ الاجلاء من اقطار مختلفة كلبنان وسوريا وبلادنا بدءا من الامير السيد (ق) والمرحوم الشيخ الفاضل محمد ابي هلال والمرحوم الشيخ علي الفارس والمرحوم الشيخ ابو يوسف امين طريف الرئيس الروحي للطائفة والمرحوم الشيخ ابو حسين ابراهيم الهجري والمرحوم الشيخ محمد ابو شقرا شيخ عقل الطائفة في لبنان لينهيها بسيرة المرحوم الشيخ ابو محمد علي الفارس

ان هذا الكتاب القيم جاء ليضع لبنة اخرى في مجال التعريف بتراث وتاريخ ومناقب بني معروف وليلقي الضوء على سيرة كوكبة من رجال الدين الافاضل ممن تركو بصماتهم في حياة مجتمعنا وامسوا قدوة حسنة يحتذى بها

فبوركت اليد التي تكتب وتنشر الوعي والثقافة لتضيء مشعلا من المعرفة الروحية في دروب حياتنا التي طغت عليها المادية.. والى مزيد من الابداع ان شاء الله .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .