ليلى صباغ من البقيعة تشارك في ألبوم أيقظيني لـ «أبو غوش»: نقلة موسيقية نحو البوب الشرقي

أطلق المؤلف الموسيقي يعقوب أبو غوش ألبومه الموسيقي/ الغنائي الجديد «أيقظيني» مساء الأربعاء الماضي على مسرح مدرج الأوديون وسط البلد. الألبوم الذي يضم سبع أغنيات ومقطوعتين موسيقيتين يُقدّم صوت المغنيّة الفلسطينة ليّلى الصباغ، ويشارك فيه عددٌ من أبرز الموسيقيين الأردنيين والعرب.

maxresdefault

الألبوم هو الخامس في جعبة أبو غوش، إذ ما احتسبنا ثلاثة ألبومات لفرقته السابقة زمن الزعتر «زي كل الناس» (2004)، و»زاد» (2007)، و»الخبز» (2012)، وألبومه الأول المنفرد «كزرقة أنهار عمّان» (2011).

في ألبومه الأخير «أيقظيني» يقوم أبو غوش بنقلة موسيقية تامة عن ألبومه الأخير، فمن الموسيقى الآلية إلى الغناء، ومن الكلاسيك الشرقي والجاز منه، إلى البوب الشرقي، عدا المقطوعتين الموسيقتين «قبل اللقاء» و»بعد اللقاء» اللتان نستمع فيها إلى تنويعات إيقاعية لموسيقى الجاز.

لربما لا يمكن تصنيف الألبوم ضمن إطار موسيقى فرق الأندرجراوند أو الفرق المجددة، إلا إنها أيضًا ليست موسيقى تجارية، يعتمد أبو غوش على التجديد في إطار الجمل اللحنية الشرقية والتجريب في مقاماتها، ولكن بصورة تقليدية أحيانًا تدفع المستمع إلى الشعور بطول الأغنية وفقدان تركيزه للموسيقى، وتبدو المنافسة بين الموسيقى والغناء عالية، فيختلط الأمر على المستمع: من هو المسيطر على العمل هنا؛ الموسيقي أم المغني؟

ليلى الصباغ؛ الشابة الفلسطينية صاحبة الصوت الجهور القادر على الذهاب إلى مساحات الطرب العالية، استطاعت أن تجاري نوتات أبو غوش العالية، فقد اعتمد أبو غوش في معظم أغانيه مساحات عالية في العزف، مما دفع الصباغ إلى الذهاب في صوتها إلى مناطق عالية معظم الوقت، وهو ما لم يبدو مريحًا للمستمع.

استهل أبو غوش الحفل بمقطوعة موسيقية آلية «بعد اللقاء»، جملها أقرب إلى الجاز، وفيها انفرادات للآت بصورة جميلة، يستطيع أبو غوش أن يقدم لنا موسيقى الجاز ممزوجةً بإيقاع شرقي بصورة جميلة دون عناء، وهذا ما فعله بمقدمة حفله.

ومم ثم أتبعها بأغنية «نداء»، وهي أغنية بلحن جميل آخر من كلمات أبو غوش، يلعب فيها ناي ليث سليمان في المقدمة دورًا أساسيًا، وعلى الرغم من أن مقدمتها تقع في إطار الأغاني الشرقية «الحذرة»، إلا أن هذا الحذر يجعلها أليفة وسهلة للمستمع، أما ليلى الصباغ، فتؤديها بصوت طربي مميز.

تتواصل الأمسية بكافة أغاني الألبوم: أيقظيني، نسمة، مضىً، إنتَ السبب، قُبيل المنام، يا عاشقًا. في أغنيته التي حملت اسم الألبوم الألبوم «أيقظيني»، (من كلماته)، يعتمد أبو غوش لحنًا شرقيًا يمزج في آخر جمله الموسيقية إيقاعًا خليجيًا، أجاد أبو غوش هذا المزج لمن يُحب هذا النمط الموسيقي، إلا أن اختيار كلمات الأغاني لم تكن موفقة، إذ تبدو وكأنها جاءت إما لتواكب اللحن، أو أنها جاءت تطبيقًا لمقولة «المعنى في بطن الشاعر». فحين يقول أبو غوش: اسأليني كل اسئلة الخزامى، واعترافات السكون، لا تستطيع إلا أن تسأل نفسك: ما هي أسئلة الخزامى؟

في أغنيته نسمة يروي أبو غوش قصة فيروزية بامتياز، سواء من خلال اللحن أم الكلمة أم الأداء، وتؤدي الصباغ الأغنية بشكل مسرحي طوال الثماني دقائق التي تمتد فيها الأغنية.

كما يُقدم أبو غوش أغنية جميلة اللحن والأداء من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي «مضنىً»، ومن كلمات الشاعر الفلسطيني عامر بدران يُقدم أغنية «إنت السبب» التي يُجرب فيها مزج المقامات وتغني فيها ليلى الصباغ من بداية الأغنية حتى نهايتها جوابًا دون قرار، وهو ما لم يكن مريحًا.

يعود أبو غوش في أغنية «يا عاشقًا» إلى التخت الشرقي المكتمل، أغنية مكتملة موسيقيًا، ومشغولةٌ بحرفيّة تامة، يُظهر فيها أبو غوش قدراته كموسيقي قادر على التأليف والتوزيع، وعلى الرغم من أن الأغنية طويلة نسبيًا، إلا أن فيها تقسيمات للآلات وانفرادات أظهرت مهارة المؤلف أكثر من أي مقطوعة أخرى.

يؤخذ على أغاني الألبوم أنها طويلة، مما يُفقدها حماسها وحيويتها، إلا أنه يُحسب لها أيضًا أنها من أجود أغاني البوب الشرقي التي تم إنتاجها مؤخرًا.

לכידה

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .