البقيعة: “متواصله مع الحياة ” … قصة شفاء د جانيت ميخائيل من مرض السرطان

من ماجد حداد…

قصص كثيرة نسمعها عن شفاء شخص من مرضه, تتعدد الاسباب ولكن ان تُشفى انسانة لانها تُحب الحياة ومرتبطة بها ,تُحب كل ما حولها ، عائلتها ، اصدقائها، بيتها ، حديقتها وكل ما هو جميل ولانها امنت بقواها الداخليه وبانها ستُشفى وشاهدت الشفاء بداخلها، بخيالها اولاً كما شاهدت ايجابيات بكل شيئ حتى عندما نظرت الى السماء كان ترى اشارة النصر “v” كأنها تريد ان تقول له ، سر فانا معك…فهذه قصة لها طابع مُختلف عن باقي القصص…

 


انها قصة شفاء د جانيت ميخائيل من قرية البقيعة والمولودة في عكا التي عملت طبيبة عائلة في عيادة يانوح كلاليت منذ عام 1983 وحتى عام 2009 والتي قررت ان لا تستسلم لمرض السرطان عندما زارها في المرة الثالثة خلال فترة عامين فقالت للمرض قف انا سانزل …
د جانيت اتخدت لحياتها طريقاُ جديداً حين قررت التخلي عن العلاج الكيميائي وكرست نفسها لشفائها ولصحتها عن طريق ايمانها القوي بقواها المتواجدة بداخلها مستعينةً بحبها للحياة…
7 سنوات بعد شفائها د جانيت ميخائيل امرأة معافاة وجسدها خالي من الخلايا السرطانية قررت ان تسجل قصتها في كتاب باللغة العبرية عن حياتها وصراعها مع المرض بعد ان فهمت سبب شفائها بينما كانت مُحتارة بأمرها … متسائلة كيف شُفيت ولماذا انا وليس غيري من المرضى؟؟؟
د جانيت قامت بتأليف كتابها “متواصله مع الحياة” وهي تتحدث من خلاله عن قصة شفائها وأصدرته بحفل عقدته في قاعة فندق “حوف هتماريم” بمدينة عكا الاسبوع الماضي , وشاركها بالحفل عائلتها , مقربيها , وأطبائها وأصدقائها من الذين شاركوها في مشوارها نحو الشفاء…
مراسلنا تحدث معها حول الموضوع وسمحت لنا بزيارتها في منزلها في البقيعة ومنها تلقينا هذه المعلومات عن قصتها المثيرة…
ولدت د جانيت ميخائيل وترعرعت في عكا , احبت ازقتها وسوقها ومينائها الجميل ودرست في مدرسة تراسنطة وفي عام 1970 وحتى عام 1977 درست الطب في جامعة سانت بطرسبورغ الطبية في روسيا وعادت الى البلاد وتزوجت من مخائيل حاج ورزقهم الله بثلاثة أبناء “ريتا “عاملة اجتماعية” ساندرا طبيبة وتتخصص بمستشفى الكرمل وموسى درس الفلسفة ويعمل بالاعمال الحرة ” وعاشت أجمل ايام حياتها وذاقت طعم النجاح بعد ان طرزت خارطة حياتها بالنجاحات حتى زارها المرض في المرة الاولى وكان هذا عام 2006…وهنا تبدأ القصة…
كنت في ذلك اليوم من عام 2006 امارس التمارين الرياضية فشعرت خلال التمرين ان كتلة كبيرة في جسدي وحينها تأكدتُ باني لا استطيع ان اتغاضى عن هذا الامر فذهبتُ لاجراء الفحوصات والتحاليل الطبية وسرعان ما كانت الاجابة بان هذا الكتلة ما هي الا ورم سرطاني بحجم 9 سم…
بدأتُ بتلقي العلاج الكيميائي ونصحني الاطباء بتلقي العلاج قبل وبعد العملية الجراحية من أجل استئصال الورم كما واخبروني عن اخطار العملية الجراحية الموعودة ولكن بفضل الخيال الايجابي الذي مارسته قبل العمليه كانت المفاجئة ان العملية التي اجريت في شهر ايار من عام 2007 كانت سهلة بعكس جميع التوقعات …
واسترسلت في حديثها قائلة في تلك الفترة تزوجت ابنتي الكبيرة وانا بخضم صراعي مع المرض ووسط تلقي العلاج الاشعاعي اما العلاج الكيميائي كنت اضطر للمكوث لتلقي هذا العلاج لمدة ٤ ايام متواصلة في المستشفى…
بعد 3 اشهر عُدت الى عملي كطبيبة عائلة وعندما سألت طبيبي الخاص عن وضعي الصحي واجاب انت الان معافاة تحت الاشراف وعليك اجراء فحص CT كل ٣ اشهر …
وبعد فترة صغيرة وخلال فحص ال CT تبين للاطباء انه هناك اورام وخلايا سرطانية قد انتشرت الى منطقة الرئتين فعُدتُ الى تلقي العلاج الكيميائي …
في عام 2009 حين عاد الانتشار ثانيةً للرئتين اظهرت الفحوصات ان الكلى اصيبت جراء العلاج الكيميائي وذلك ادى الى فشل في عمل الكلى ففهمت ان علي تحويل مسار العلاج وقررت بالتخلي عن تلقي العلاج الكيميائي ..
.
عائلتي رفضت الفكرة وظنوا باني استسلمت للمرض فلم يعلموا اني سأشقُ طريقاً جديدةً مدعومةً بالأمل والايمان بالالهام والنصر ومدعومةً بحبي لهم وبتمسكي الشديد بالحياة مدعومةً بتواصلي الشديد مع قوة العناية الالهية بعد شارة النصر التي تلقيتها من السماء في تلك الليلة من الليالي السوداء التي عشتها وكنت الجأ الى المديتاتسيا لتساعدني على الهدوء ولتعطيني الطمأنينة والعلاج بواسطة الانطلاق في “الخيال الموجه “من الداخل…
في تلك الليلة جلتُ بسريري , أرخيتُ جسدي وأغلقتُ عيناي وفجأةً رأيتُ نوراً بهياً مُشعاً أعمى أعيني ، تملكتني رهبه ممتزجه بالاستغراب ولكني سرعان ما فهمت وقلتُ لزوجي مخايل “انا سأتوقف عن تلقي العلاج الكيميائي”…
تحدتثُ مع طبيبي الخاص د بار سيلع واعلمته بقراري وافهمته اني مقتنعة تماماً بقراري فقال لي بعد ان انصت لكلامي ولم يحاول حتى اقناعي ” كما تريدين ولكن مهم جداً ان تستمري بالدوام على الاشراف عليك اجراء فحص ال CT بعد 3 اشهر ومراجعتي ، وحينها شعرتُ ان حجراً كبيراً قد ازيح عن صدري وكأني اسيراً ذاق طعم الحرية…
وبدأءث في مسار حياتي الجديدة …الارادة القوية, الايمان بالشفاء, تجنب المأكولات المُضرة قرأت الكتب الكثيرة ومنها استفدتُ الكثير وفهمت سبب شفائي…
الكتب التي اثرت على بقوه :
“قوة العقل الباطني ل د جوزيف مرفي” , “الرحلة” للمؤلفه برندون بييس” . “العزيمة للتغيير للمؤلفة بربارة برغر” , “االدماغ للمؤلف نورمان كيزنس” , “السر للمؤلفة روندة بيرن” و الشفاء الكوانتي للدكتور ديباك تشوبرا .
وها انا اليوم وبعد 6 سنوات امرأة معافاة ولا اثر لاي ورم سرطاني الامر الذي حيرَ الاطباء وهذا ما قالوا…
بروفيسور جيل بار سيلع…

التشخيص الطبي ل د جانيت هو סרקומה ورم خبيث والذي انتشر الى الرئتين ونادر جداً الشفاء من هذا المرض دون قطع وقص الكتل السرطانية …
د جانيت قررت عدم متابعة العلاج الكيميائي وتابعت علاجها بطريقتها الشخصية دون اي علاج طبي , الورم السرطاني اختفى دون رجعة وانا شاركتها ايمانها الداخلي وهذه حالات نادرة جداً ان يتم الشفاء دون العلاج الطبي …
بروفيسور يسحاق ملر…

 

حالة د جانيت حالة نادرة جداً من كافة الاتجاهات ولكنها ليست الاولى التي اصادفها في مهنتي كطبيب , قصة شفائها تؤكد انه هناك امور تعطي الامل في الشفاء مثل ثقافة المريض ومقربيه شخصية المرض طابعه وبيئته والقرار الملهم والمسؤولية…
لا يوجد اي تفسير لشفائها …شفائها هو امر واقع وبكل تأكيد وهذا ما يهمني كطبيب , بدون أي شك هناك اعتبار لشخصية المريض والتي تختلف وبين شخص واخر…
هذه قصة د جانيت والتي تُريد من خلال كتابها “متواصله مع الحياة” ان تؤكد لنا ومن خلال تجربتها الشخصية ان تقول لنا لا للاستسلام وان تقول ان العزيمة والارادة والايمان والصبر هم مفتاح الفرج…

 

مع العائلة اثناء حفل اصدار الكتاب…

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .