الاديب سلمان ناطور ضيف ندوة “الادب الساخر” ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب

في ندوة الادب الساخر التي جمعت سلمان الناطور من فلسطين واحمد حسن الزعبي من الاردن ليلتقيا مع جمهور ملأ المكان، في ندوة اقيمت على هامش معرض عمان الدولي للكتاب الخامس عشر، الخميس الفائت، وتولى عرافتها الكاتب الروائي هزاع البراري  حيث مرحبا بالضيف ناطور قائلا انه قادم من دالية الكرمل جنوب مدينة حيفا حيث رائحة القمح وعبير البيارات، ويحمل معه صوت الارض والنضال والتمسك بالهوية .

اما ناطور  فافتتح مداخلته  باستعادة  شخصيات ساخرة من ”ذاكرته ورحلة الصحراء”، قائلا: يسرني المشاركة في ندوة عن الأدب الساخر، ونحن نعيش زمنا تكتظ فيه مشاهد القتل والتدمير والذبح والشنق والكبت والشتم والتهديد والوعيد وما يخطف الابتسامة البريئة عن الوجوه الصبوحة ويسرق الفرح من القلوب التي تتوق إلى ما يجلب الفرج ويحسر الهم ويزيل الغم، فالسخرية في زمن الصراع الدامي بين الخير والشر وبين السلم والحرب وبين الفقر والغنى والظلم والحلم وبني وبينكم، صارت سلاح الضعفاء وما أحوجنا في هذا الزمن الفاحش إلى شحذ أسلحتنا لعلنا يوما ما نهزم الهزيمة.”

وأضاف ناطور: ” وماذا يحكي قادم مثلي من وطن صار أهله غرباء والغريب صار صاحب البيت وما الغريب إلا الشيطان، ولا لغة له ولا طعم له وما له ليس له والقاتل صار كأنه هو القتيل والمقتول هو المدان. أخذتني السخرية إلى ذاكرتنا مثلما اخذتني المأساة. وقد كنا أطفالا نلعب في الحارة، وكلما سمعنا هدير طائرة في السماء خرجنا نردد: طيارة حرامية تحت السيف مرمية. ولم نعرف أن شيوخ الحارة الذين أكل عليهم الدهر وشرب كانوا يسخرون منا، نحن الاطفال البريئين إلى ان نهرنا أحدهم قائلا: يا اولاد يا تيوس، بالسيف بدكم تسقطوا طيارات؟ العالم عم يتراشق بالصواريخ وانتو بعدكم على سيف عنترة ابن شداد؟ وأنا رحت ابحث عن هذا الجيل وعن منابع السخرية في أدبنا فوجدتها غنية وقد انتشرت في فلسطين منذ العام 1908 عندما اطلق السلطان عبد الحميد العنان لصحافة محررة إلى حد ما تعرف حتى من عناوينها: ابو شادوف، ابو النواس،، صيحة كراكوز، حط بالخرج، جراب الكردي، الحمارة القاهرة، العصا لمن عصا، الطبل، الزمر، الحمارة، البغلة، المهماز.

وقرأ ناطور عددا من المقطوعات والحكايات الساخرة من كتابه “رحلة الصحراء” الذي صدر في عمان عام 2009، كما أجاب في ختام الندوة على الاسئلة العديدة التي طرحت حول الواقع العربي والسخرية في الادب.

وقدم العريف الكاتب الاردني أحمد حسن الزعبي الذي يعتبر من أهم الكتاب الساخرين في الأردن ويتميز بجرأته ونقده اللاذع وهو أيضا روائي ومسرحي مبدع. قال الزعبي في محاضرته القيمة التي ألقى فيها الضوء على مفهوم الادب الساخر وأهمية هذا النوع الادبي الابداعي: “ان السخرية فضاء واسع الا ان القليلين فقط يجيدون لعبتها ويملكون القدرة على اختيار الحكاية والحدث لتكون موضوعا للكتابة، لتثري العمل الابداعي من ناحية ولتحفر في ذائقة المتلقي من ناحية اخرى.

واعتبر الزعبي السخرية وما تفيض به من ابتسامات ودعابات بمثابة اشتباك يومي يواجه فيه الكاتب تلك الممارسات المنكرة والاعمال التي يراها خاطئة، مثلما هي ايضا مناعة ضد الخوف والانكسار، بل دعوة الى الانتصار على الظلم والعدوان واعادة الحقوق لأصحابها من المهمشين والبسطاء، واصفا الكتابة الساخرة بالوردة التي تنبت بين الركام والانقاض. واوضح ان الكاتب الساخر كأنه يسير في طريق مليء بالمخاطر وهو ما يتوجب عليه الدقة والاعتناء في اختيار كلماته ومواقف الدعابة فيها، لينجز نصه الخاص ثم الارتقاء به إلى نص تنويري عبر التجديد والابتكار من أجل الصمود أمام المحاذير التي قد تفرض عليه من أفراد أو هيئات داخل مجتمعه.

لمشاركون-الثلاثة-عمان2

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .