إبحارٌ في عُبابِ الذَّاكرةِ// نظير شمالي ـ عكا

*مناحرةٌ بين زجّالين*

قال الشّاعر الشّعبيّ أسعد حوراني/ أبو ماجد في أواسط الستّينيّات من القرن الماضي لزميله الشّاعر المرحوم سعيد عابد في مناحرة وديّة بين شاعرين صديقين (1):

بْسَيفي بَدّي ٱقْطَعْ هامَكْ

وَٱنَكِّسْ لَكِ ٱعلامَكْ

وْبَدّي أَطْحَنِ عْظامَكْ

ع كسّارِةْ بو بَدرانْ

فردّ زميله سعيد العابد بقوله:

اللَّيلِه بَدّي ٱقْطَعْ راسَكْ

وَاخَمِّدْ لَكْ أَنفاسَكْ

وٱبحشْ لَكْ عَ أَساسَكْ

اللي اجا من حورانْ (2)

*الحمد لله*

هذه الاغنية الشّعبية النّسائيّة يكاد يطويها النّسيان. أمّا لحنها فهو لحن اغنيتنا الشّعبيّة المعروفة “ميلي يا حلوه ميلي”، وكذلك اغنية “تلوّى يا شعر الحَيِّهْ”. وكثيرًا ما كانت تغنى “يوم الصَّباحيّه”، وكذلك في زفَّة العريس.

اما الموضوع الرَّئيس فيها فهو الحمدلة على توفيق الله، مع اظهار النِّكاية بالأَعداء الشَّامتين العاذلين.

_1_

الحَمْدِ للَّه كُنْ زالِ الشَّرّْ الحمدِ لْلَّهِ(3)

زرعنا فلفل واخضرّْ الحمد لله(4)

قالوا ٱعْدانا ما بيخْضَرّْ الحمدِ للَّهْ

الحمد لله فرعن وِٱخضرّْ الحمد للهْ(5)

_ 2_

الحمد لله بَنينا دارْ الحمد لله

الحمد لله ثلاثْ عُرسانْ الحمد لله

الحمد لله كبروا ٱلِزْغارْ الحمد لله

الحمد لله ٱنتلتِ زْغار الحمد للهْ(6)

_3_

الحمد لله عَ السَّلامِهْ  الحمد للهْ

كِدْنا ٱعْدانا ع النَّدامِهْ الحمد لله

_4_

الحمد لله بنينا السّاحَهْ الحمد لله

الحمد لله جِبْنا الفلّاحَهْ الحمد لله

_5_

الحمد لله بَنينا حُوشْ الحمد لله

وِجْيوبْنا مِلْيَتِ قْروشْ الحمد لله

_6_

زرعنا فلفل بِالهيشْ الحمد لله

قالوا ٲعْدانا ما بِيعيشْ الحمد لله

الحمد لله فَرْعَنِ وْعاشْ الحمد لله

_ 7_

زرعنا فلفل بالبيرْ الحمد لله

قالوا ٲعْدانا ما بيصيرْ الحمد لله

الحمد لله فرعنِ وْصارْ الحمدِ لله

*مرودحة ارتجاليّة لفتح الله*

روى لي العم محمود سعيد مصطفى نعمة (أسدي)/ ابو السّعيد ابن قرية دير الأَسد الجليليَّة المُلحة التّالية (7): صار عرس لجماعتنا الاسديّة بصفد بزمن الانجليز.. وكانوا راكبين بالسّيارات. صاروا يغنّوا، وواحد اسمه فتح الله شُوشَر.. صار يلوّح بالحطّه.. طارت الحطّه من ايدُه.. فقام قمز ورا الحطّه..صاروا يرودحوا له ويقولوا:

مبروكِ يا أهْلِ الفرحْ

 فتحَ اللهْ وِقِعْ وِٱنْطَرَحْ

*”يا طولْ مشيك بالبراري حافي”*

كان لرجل بدويّ “زَرْبول” أيّ حذاء بحاجة الى اصلاح تلف فيه، فتوجّه الى اسكافيّ. وبما أنّه لا يملك المال الّذي عليه ان يدفعه ثمن اصلاح زربوله، فقد توجّه الى ذلك الاسكافيّ مادحًا، ظنًّا منه أنّ ذلك الاسكافيّ سوف يُعْفيه من هذا الدَّفع. فقال له مادحًا(8):

صباحِ الخيرْ يا ميرِ سْكافي

يا مْصَلِّحِ الزّرْبولْ بَعْدِ التَّلافِ(9)

فما كان من ذلك الاسكافيّ الّا ان ارتجل ردَّه له قائلًا:

لِأَني أَميرٍ تِمَجِّدْني

وَلا مِنْسَفي بَعْدِ العَصُرْ دَلّافِ(10)

اذا مْعاكِ مْصارِيّاتْ

تَٱقْعُدْ ع الكُرسي وَٲحَلْحِلِ كْتافي

وان ما مْعاكِمْ صاريَّاتْ

يا طُوْلْ مَشْيَكْ بالبراري حافي

وِيْنقِّرِ الصوّانْ روسِ كْعابَكْ

وْيِطْلِعْ مِنْهُمْ كلْ سِيْرٍ وافي(11)

وذهب قوله:”يا طول مشيك بالبراري حافي” مثلًا!!

//إشارات:____

(1)        برواية الشّاعر ابي ماجد، البعنة 22/5/2013. وبرواية السّيدة لطيفة علي العريان، البعنة 18/7/2012.

(2)        وروي العجُز أيضًا:” من يومٍ جيتو من حوران”. وقد اطلق على العائلة اسم “الحوراني” لأَنّها وفدت من منطقة حوران السّوريّة، وتحديدًا من قرية “طَفَس”.

(3)        “الحمد لله” تلفظ هذه الحمدلة غناءً وباللّهجة العاميَّة في كلّ الاغنية “اِلْحِمْدِلَّهْ”، وذلك بحذف اللَّام الأُولى من لفظ الجلالة ليستقيم الوزن. ويروى الصّدر أَيضًا: “الحمد لله وِانْ زالِ الهَّمّْ”.

(4)        وهناك من يغنين “سمسم” و”قرنفل” بدلًا من “فلفل”، وهناك من يغنين “فرفح” بدلًا من “فرعن”.

(5)        ويروى الصَّدر أَيضًا:” اخْضَرِّ وْقَلَّعْ عِينيهن”. ويروى العجز أيضا ” بِعُونِ اللهْ”، و “بِإذْنِ اللهْ”.

(6)        ويروى الصَّدر أَيضًا:” الحمد لله ٱنْتَلينا رْجالْ”.

(7)        مواليد دير الأَسد 1940، دير الأسد 18/3/2012.

(8)        احمد ذيب أَبو راس/ أبو اكرم، يافة النّاصرة، 22/5/2013.

(9)        التّلافِ: التّلف والعَطَب.

(10)      كانت لديهم مناسف كبيرة من النّحاس. ويقصد بقوله في العجز: انّه لا يمتلك منسفًا عظيمًا ينقّط السّمن من حواشيه بكثرة.

(11)      السّير: رباط الحذاء، وكان يُصنع من الجلد، ج سُيور (شَبَّاط/ ربّاط). ويقصد في البيت المذكور انّ حجارة الصوّان القاسية في الطّرقات المختلفة ستأتي على قدميك الحافيتين، حتى تخرج منهما سيورًا طويلة كافية تصلح للاستعمال، وذلك بعد تشقّق وتمزّق وتهرُّؤ قدميك من كثرة مشيك حافيًا دون حذاء.

7(154)

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .