ما هو الحب؟ – تعريف الحب

قصة عشق

ما هو الحب؟ – تعريف الحب

ما هو الحب؟ – تعريف الحب :  هذا  سؤالٌ احتارت البشريّة في الاجابة عليه منذ الأزل وتعددت واختلفت الاجابات في تعريف الحب وفي محاولات فهم هذا الشعور  وفهم حقيقته.

ولكل منّا قصة عشق مع هذا السؤال فإننا نطرحه على أنفسنا وعلى الآخرين وفي أحيانٍ كثيرة نظنّ أن ما نشعر به هو الإجابه الصحيحة ولكن سرعان ما نكتشف أنّ مشاعرنا المتقلبة لا تقدّم إجابةً وافية.

لعلّ خير ما نفتتح به مدونة قصة عشق هو محاولة الإجابة على السؤال ما هو الحب بواسطة شعر المتنبي فقد قال شيخ الشعراء أبو الطيب المتنبي في الحب الكثير ومن بين أبلغ أشعاره قوله

الحبّ ما منع الكلامَ الألسُنا

وألذُّ شكوى عاشقٍ ما أعلَنا

اختلفَ الادباء على شعر المتنبي منذ كان على قيد الحياة ولا يزال الخلاف قائماً  وقد قالوا ان هذا البيت يصحّ بروايتين

الأولى الحبّ ما منع الكلام الألسُنا

والثانية الحبّ ما منع الكلام الألسَنا

فقال دعاة ضمّ السين انّ ما تعني الذي : أي  الحب هو الذي يمنع الكلام من أن يعلن بالنطق عما في قلب الحبيب، فإذا نطق به إذاً فالحبّ ليس حباً صادقاً حقيقياً

وقال دعاة فتح السين  ان ما تفيد النفي وأنّ الصدر هو  الحبّ ما منع الكلامَ الألسَنا  (بفتح السين ) وعليه فإنّ المعنى هو أنّ الحب لا يمنع الحبيب من الشكوى المريرة

أما في  عجز البيت فلم يختلفوا على معنى “ما”  فيه فهي مفهومة. إنّ الذّ شكوى الحبيب هي تلك التي يعلن عنها.

المعنى الأول للبيت قد يصلح لتعريف الحب وقد يكون اجابة على سؤالنا ما هو الحب؟ فالحب هو أن نمنع أنفسنا عن الجهر بحقيقة مشاعر الحب التي في قلوبنا فإذا نطقنا بها فإنّ ذلك سيكون لغاية ما وبالتالي الحب الحقيقي هو الذي لا نجهر به علناً وإذا جهرنا به فهو ليس خالصاً ونقيّاً.

قد تكون نظرية الحب المازوخيّة هذه القائلة انّ الحب هو في الكتمان فقط  هي اجابة المتنبي على سؤالنا ولكني أميل الى أنّ المتنبي قال

الحبّ ما منعَ الكلامَ الألسَنا     وألذُّ شكوى عاشقٍ ما أعلَنا

1

أنا أميل الى ذلك بسبب موسيقيّة البيت  وعليه فإنّ المتنبي يقول الحب لا يمنعنا من الشكوى ولكن هذا المعنى لا يصلح أنّ يكون تعريفاً للحب ولا اجابة على ما هو الحب فإنّ المتنبي يقول الحب لا يمنعنا من الشكوى. حسناً هو لا يمنعنا من اشياء اخرى كثيرة ولذا نستطيع ان نعتمد على هذا البيت كاجابة  على سؤالنا.

وقد تتساءلون إذاً لماذا أوردتهُ إذاً؟

والاجابة هي اني اوردت البيت كافتتاح لمدونة قصة عشق لعدّة أسباب

أوّلها لأقول إن كننتم من هواة المازوخيّة وتعذيب النفس تستطيعون أن تدّعوا بإصرار أنّ المتنبّي ضمّ السين ولم يفتحها فعرّف لي ولكم ما هو الحب.

وثانيها لنقف معاً على النقاش التاريخي الذي دار حول بيت شعر المتنبي وسنفعل ذلك في المستقبل مراراً وتكراراً.

وثالثها هي لنتساءل معاً هل وظيفة الشاعر أن يعرّف الأشياء؟ كأن يقول لنا ما هو الحب؟ ما هو البغض؟ الخ…

أنا لا أظنّ ذلك لذا ارى أنّه لا بدّ من اعتماد فتح السين في بيت الشعر واسقاط ضمّها

الحبّ ما منع الكلام الألسَنا       وألذُّ شكوى عاشقٍ ما أعلنا

بلى أنا مولع بالشعر ولكن بما أن الشعر ليست وظيفته تعريف الأشياء اذاً علينا أن نبحث في امكان أخرى

 

علاء مهنا

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .